نظم “الراصد الوطني للنشر والقراءة” مساء يوم السبت 5 دجنبر 2015، بالمركز الثقافي ابن خلدون (طنجة)، ندوة: «فضاءات الإبداع: المقهى نموذجا من خلال كتاب “مبدعون في ضيافة المقهى” للكاتبة فاطمة الزهراء المرابط» بمشاركة القاص عبد السلام الجباري (أصيلا)، القاص حسن اليملاحي (تطوان)، الشاعر أحمد فرج الروماني (طنجة) والكاتبة فاطمة الزهراء المرابط (أصيلا)، وذلك في إطار “المعرض الوطني الثاني للإبداع والكتاب”.
وانطلقت فعاليات الندوة بورقة القاص عبد السلام الجباري، قدم فيها قراءة في أسئلة الحوار الذي أجري معه حول علاقته بالمقهى وحضورها في نصوصه الإبداعية، مشيرا إلى العلاقة الحميمية بين المبدع والمقهى في غياب مؤسسات وفضاءات جادة، حيث تظل المقهى هي الفضاء البديل للكاتب والمثقف المغربي، مستحضرا بعض المبدعين أمثال زفزاف، المجاطي، شكري وغيرهم من الكتاب الذين ارتبطت أسماؤهم بهذا الفضاء ومدى حضوره في منتوجهم الأدبي، معتبرا المقهى فضاء اجتماعيا للنميمة والإشاعة وأيضا فضاء للكتابة والقراءة.
وفي السياق نفسه، تحدث القاص حسن اليملاحي عن أهمية الكتاب باعتباره رصيد معرفي يقرب القارئ من مواقف الكاتب وطقوسه الإبداعية وعلاقته بالمقهى، مشيرا إلى أن عنوان الكتاب يعبر عن وعي الكاتبة بالعلاقة الحميمية التي تجمع المبدع بالمقهى، الوعي الذي دفعها لإخراج هذا الكتاب الذي يشمل تجارب متنوعة، تشكل قيمة معرفية في صيغة سؤال/جواب وهي عملية تواصلية للوصول إلى الحقيقة من خلال الفئة المختارة في الشعر والقصة والرواية والنقد، مشيرا إلى أن المقهى يعتبر فضاء لتزجية الوقت وفي الوقت نفسه فضاء للكتابة والتحفيز على القراءة.
وقد تحدث الشاعر أحمد فرج الروماني في ورقته عن تجربته الحوارية المساهمة في الكتاب، كما قدم عدة أفكار وتصورات حول سؤال الكتابة بالمقهى باعتباره فضاء عمومي، مصورا حالة الكتابة وسط الضجيج ورائحة القهوة للقبض على النصوص، مؤكدا على أنه شاعر يمارس غواية الكتابة أينما كان وأن الشعر لا يحتاج إلى فضاء محدد لممارسته فكل الفضاءات متشابهة بالنسبة له، مستشهدا بسارتر وسيمون وهما يمارسان الكتابة بالمقهى والبيت، واختتم ورقته بالحديث عن علاقته الحميمية بالمقهى.
وحول تجربة كتاب: “مبدعون في المقهى” تحدثت الكاتبة فاطمة الزهراء المرابط عن خلفية إجراء هذه الحوارات التي تهدف إلى دراسة فضاء المقهى اجتماعيا وثقافيا، والكشف عن أسباب تراجع دور المقهى في مختلف المجالات التثقيفية والتنويرية، خاصة وأنه اضطلع بأدوار ريادية خلال نهاية القرن العشرين، مساهما في تطور الحراك الثقافي والسياسي والفكري والفني، وذلك من خلال محاورة ثلة من المبدعين في مختلف الأجناس الأدبية، وهي تجربة مكنت الكاتبة من الكشف عن عوالم الكاتب الخاصة وعلاقته بمختلف الفضاءات التي تسمح له بممارسة طقوسه الإبداعية والمقهى نموذجا، وهي بذلك تقدم مادة خصبة للباحثين في مجال السوسيولوجيا والثقافة، واختتمت فاطمة الزهراء المرابط كلمتها بتوجيه الشكر إلى “الراصد الوطني للنشر والقراءة” على احتفائه بهذه التجربة وإخراجها إلى النور بعد سنوات من الإنجاز.