“رونق المغرب” يحتفي بالمجموعة القصصية “هل يكذب الأموات…؟” لسميرة بورزيق بطنجة

في إطار احتفائه بالإبداع والكتاب، ومُضيا في مسيرته الثقافية الداعمة للمبدع المغربي، نظم “الراصد الوطني للنشر والقراءة” بتنسيق مع “مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم”، فعاليات حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية “هل يكذب الأموات…؟” للقاصة سميرة بورزيق، مساء يوم السبت 16 أبريل 2016 بنادي ابن بطوطة – طنجة.

انطلقت فعاليات الحفل بكلمة الأستاذة فاطمة الزهراء المرابط (باسم رونق المغرب) تحدثت فيها عن دواعي الاحتفاء بهذه التجربة الإبداعية، مشيرة إلى سعي “رونق” الدؤوب للمساهمة في رفع مؤشرات القراءة من خلال الاحتفاء بالإبداع المغربي وتقريب الكتاب من القارئ، وردم الهوة بين المبدع والمتلقي. وفي كلمة بالمناسبة شكر الأستاذ محمد بوزيد (مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم) الراصد الوطني على جهوده المكثفة في الاحتفاء بالكتاب المغربي، معربا عن استعدادهم لدعم كل المبادرات المماثلة الهادفة إلى تكريس ثقافة جادة وهادفة.

وقد شارك الأستاذ عبد اللطيف المصدق (مراكش) بورقة حملت عنوان: «على حافة الموت والوهم»، ركز فيها على حدود العلاقة بين الموت والحياة والألم والأمل من خلال نموذج قصة “السكيطة”، مشيرا إلى أن الفكرة الغالبة على المجموعة القصصية هي فكرة الكائن البشري المهدور جسدا وقلبا وفكرا وروحا، خاصة وأن انشغال الكاتبة العميق بالفلسفة فهما وقراءة وتدريسا جعلها تربط عميقا بين الموت والوجود ومفهوم الانسانية بكثير من التفاصيل والجزئيات التي تقع في المسافة الفاصلة بين عقل الكاتبة وخيالها وبين قلبها وحواسها، واختتم ورقته بنماذج القصص التي تساهم في توضيح الحدود ببن الموت والحياة والوهم والحقيقة.

وفي السياق نفسه، ساهم الأستاذ حميد البقالي(طنجة) بورقة عنونها بـ«محكيات الموت – التيمة وأسئلة الكتابة في “هل يكذب الأموات…؟” لسميرة بورزيق» استهلها بتمهيد يربط أشكال الموت بما هو فعل وجودي يتقاطع مع الأدب ويحضر فيه، يشتركان في منطقة المحتمل، ويزيد بكونه -أي الموت- متموقعا في الوجود السديمي، ليجترح أشكالا سردية بطقوسه، ثم تحدث عن تعالق تيمة الموت مع العنوان بما ينطوي على مفارقة دلالية ولغة مجازية -لا ينفرد بها العنوان- ليمارس نوعا من التقصي لحضور هذه التيمة في النصوص، واستخدامات المجاز والتأمل التي قادت القاصة إلى عوالم تماهى خلالها الموت مع الحياة.

بعد الاستماع للمداخلتين، تناولت الكلمة القاصة سميرة بورزيق، شكرت فيها “رونق المغرب” على الاحتفاء، كما شكرت الأستاذين على الغوص في نصوص المجموعة، ثم تحدثت عن تجربتها الإبداعية، قبل أن تفسح المجال للحضور من أجل المساهمة في النقاش حول المجموعة وتيماتها وقضاياها المتشعبة.

واختتمت فعاليات الحفل بقراءات قصصية بمشاركة: نادية الأزمي (طنجة)، عبد الرحيم هري (الدار البيضاء)، زهير الخراز (أصيلة)، سميرة بورزيق (مراكش)، تخللتها معزوفات ووصلات غنائية من أداء العازف إلياس الحميوي والفنانة جيهان الكوني، ثم أسدل الستار على فعاليات الحفل بتوقيع المجموعة القصصية “هل يكذب الأموات…؟” الصادرة مؤخرا عن منشورات “الراصد الوطني للنشر والقراءة” بحضور ثلة من المبدعين والمهتمين.