شهدت قاعة نادي ابن بطوطة (طنجة)، مساء يوم السبت 17 مارس 2018، حفل تقديم وتوقيع كتاب: “سينمات عالمية: أفلام ومخرجون قراءات في تجارب مغايرة” للإعلامي والناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، الذي نظمه “الراصد الوطني للنشر والقراءة” بتنسيق مع “الجامعة الوطنية للأندية السينمائية”، بمشاركة الأساتذة: بوشتى فرق زايد (خريبكة)، أحمد الفتوح (طنجة)، عبد الخالق بالعربي (سيدي قاسم)، عبد الكريم واكريم (طنجة)، رشيد شباري (طنجة).
استهل الحفل بكلمة الأستاذ رشيد شباري (منشط الحفل) رحب فيها بأعضاء الجامعة الوطنية للأندية السينمائية وبالأساتذة المشاركين على تلبيتهم الدعوة لتأطير هذه الجلسة التقديمية، كما حيى الحضور النوعي على المواكبة، مشيرا إلى أن هذا الحفل يأتي في سياق الاحتفاء بالكتاب والكُتاب المغاربة، السنة التي دأب عليها “الراصد الوطني للنشر والقراءة” منذ تأسيسه.
ثم تناول الكلمة الأستاذ عبد الخالق بالعربي (رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية) قدم من خلالها شهادة في حق الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم باعتباره واحدا من المناضلين والنقاد السينمائيين الذين ألقوا على عاتقهم مسؤولية المواكبة والتتبع للمجال السينمائي. مشيرا إلى علاقته بالجامعة الوطنية للأندية السينمائية منذ صدور عمله الأول “أسئلة الإخراج السينمائي في المغرب” سنة 2003، منوها بمواكبته المتواصلة لجديد الإبداع السينمائي والصناعة السينمائية بالمغرب سواء تعلق الأمر بالمحترفين أو الهواة من خلال اللقاءات والتظاهرات التي تنظم في هذا المجال، وختم شهادته بالحديث عن الكتاب المحتفى به الذي يعتبر إضافة نوعية للنقد السينمائي من خلال انفتاحه على أعمال سينمائية عالمية من خلال قراءات تدل على عشق الانتماء وعشق الاشتغال في هذا المجال.
وفي ورقة أخرى، تحدث الناقد السينمائي أحمد الفتوح عن مميزات الكتاب التي تكمن في الانفتاح على السينما العالمية باعتبارها مرجعية مهمة بالنسبة للسينما المغربية وهو السياق الذي كانت تشتغل عليه الأندية السينمائية المغربية خلال بداياتها الأولى، مشيرا إلى جودة اللغة التي يكتب بها عبد الكريم واكريم والاجتهاد في تناول المصطلحات وترجمتها، كما أشاد بالتيمات والمواضيع المختلفة التي تطرق إليها في كتابه، إلى جانب تركيزه على مخرجين عالميين مختلفين من حيث الرؤية، ينتمون إلى أجيال ودول مختلفة، مستشهدا ببعض النماذج التي تضمنها الكتاب.
أما الناقد السينمائي بوشتى فرق زايد، استهل ورقته بالحديث عن النقد السينمائي الأكاديمي المحدود، المنحصر في النظريات الأكاديمية والذي غالبا ما يظل حبيس رفوف الخزانات وفي بعض الأحيان يجد طريقه للطلبة المنشغلين بهذا المجال، مؤكدا على أن واكريم وإن كان بعيدا عن النقد الأكاديمي فهو يشتغل في أعماله على إعادة المتخيل الفيلمي انطلاقا من عشقه للأعمال السينمائية، حيث يركز على الأفلام التي يحبها أو يعشقها، معتبرا أن هذا النوع من النقد هو قنطرة العبور بين الكتاب والفيلم، خاصة وأن النقد له دور كبير في جذب المتلقي، وقد اعتبر الناقد فرق زايد هذا الكتاب قراءات متباينة فيما يخص المعالجة والعشق الملموس في كتابات واكريم وعدم سقوطه في التعميمية من خلال تركيزه على جزئيات داخل الفيلم المتناول، مستشهدا ببعض النماذج من الكتاب، واختتم ورقته بالتنويه بهذا الإصدار الذي اعتبره كتابا رصينا مبنيا على مفاهيم ومرجعيات علمية من علم النفس والسوسيولوجيا.
وفي كلمة بالمناسبة شكر المحتفى به الإطارين المنظمين لهذه الجلسة التقديمية، والأساتذة المشاركين على كلماتهم العميقة في كتابه، كما حيى الحضور النوعي الذي شاركه لحظة الاحتفاء، ثم تحدث عن تجربته في النقد السينمائي، سواء من خلال المشاركات في اللقاءات والمهرجانات ذات الصلة أو من خلال أعماله السينمائية الأربعة.
واختتم الحفل بتوقيع كتاب: “سينمات عالمية: أفلام ومخرجون” بحضور ثلة من النقاد السينمائيين والمخرجين والمبدعين والإعلاميين والطلبة والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.