عن منشورات “الراصد الوطني للنشر والقراءة”، صدر العدد الأول من مجلة “الصقيلة” (مجلة أدبية شهرية تعنى بالإبداع والنقد)، وهي تجربة – كما جاء في افتتاحية العدد – لا تدعي فرادتها كما أنها لا تروم استنساخ تجارب غيرها، إنها ترتكز على التراكم الذي تحقق قبلها بما له وما عليه، لتشق لنفسها مسارا يولي للهامش الذي يتفتق، خارج الإطار المرسوم بقرارات لا ثقافية، مساحة كافية لإبراز مواطن الإبداع فيه، لا معيار لنا فيه خارج قيم الجدية والجدة والتميز والانفتاح والابتكار، بالقدر الذي يحفظ للإبداع مقوماته الجمالية بما هي مقومات تبلورت تاريخيا من ينابيع الإنسانية لخدمة الإنسانية، وخطا ثقافيا يكرس فضيلة النقد المؤسس على العلم بمناهجه المختلفة التي اكتسبت مشروعيتها من خلال قدرتها وإنجازاتها في مقاربة الإبداع بمختلف أجناسه، كما يولي للأقلام الناشئة ما لم يعد يولى لها من الاهتمام والتوجيه والتحفيز والتحريض على الإبداع.
توزعت صفحاتها بين الإبداع والنقد، حيث نجد في الإبداع: “إسأليهاط (سعيد موزون)، “احتمال ممكن جدا” (حسام الدين نوالي)، “لماذا سيدي الرئيس؟!” (عبد القادر حميدة/الجزائر)، “مدح العزلة” (حسن وسيني)، “أنثى الوطن، شكل الوطن” (هشام موكادور)، “شتات يأملون المطر” (منتظر السوادي/العراق)، وفي النقد: “لغم الشعر في مستنقع التلقي” (محمد دخيسي)، “النص والمنهج “في النظرية السردية” لعبد الرحيم جيران” (مصطفى الغرافي)، “مصطلح “Structuralisme” مترجما إلى اللغة العربية بين وحدة المفهوم الأجنبي وتعددية المقابل اللغوي العربيط (فريد أمعضشو). كما نجد ضمن مواد العدد حوار مع القاص والناقد مصطفى يعلى، ومقال حول: “أزمة النقد والجامعة” (عبد الرحيم جيران)، وفي الترجمة: “إدوارد سعيد أو الوعي النقدي” (محمد الجرطي)، وفي مشاتل – نصوص إبداعية للأقلام الناشئة – المشروع (شيماء الدبدوبي)، روح مغتصبة (أحلام الضاوي)، صغار النجوم (إدريس التولي)، الغائب (بدرية خطيرة)، ومبدعون في الذاكرة مع القاص والناقد الراحل عبد الرحيم مؤدن.