احتضن نادي ابن بطوطة للتعليم بطنجة، حفل تقديم وتوقيع ديوان: “رحيل بسيط” للشاعر حجيب الجربي، مساء يوم السبت 28 يناير 2017، الذي نظمه “الراصد الوطني للنشر والقراءة” مواصلا سنته في الاحتفاء بالإبداع والكتاب المغربي، وقد عرف الحفل مساهمة ثلة من الباحثين: فؤاد صابر(تيفلت)، محسن الطيبي(طنجة)، عبد الصمد مرون(أصيلة)، وتنشيط الأستاذة فاطمة الزهراء المرابط.
واستهل الحفل بكلمة الأستاذ رشيد شباري (باسم رونق المغرب)، تحدث فيها عن الدواعي التي شجعت “الراصد الوطني للنشر والقراءة” إلى تبني هذا العمل الشعري والاحتفاء به، مشيرا إلى واقع الشعر المغربي والعربي وما يعرفه من تراجعات خلال الفترة الراهنة، الأمر الذي يدفع “رونق” إلى البحث الدائم عن الإشراقات الإبداعية الجميلة، مختتما كلمته بتهنئة الشاعر والمكتبة الوطنية بهذه المجموعة الشعرية.
وقد شارك في تقديم الديوان، الأستاذ فؤاد صابر(تيفلت) بورقة موسومة بـ «”رحيل بسيط” قراءة في النص الموازي»، ركز فيها على عتبات الديوان باعتبارها حلقة أساسية في التواصل مع النص، وبؤرة دلالية تسهم في بناء التأويل وتشييد عمران المضامين التي يحملها العمل الإبداعي، بدءً بالعنوان ودلالته لكونه شكلا من أشكال الخطاب والبوابة الأساس للتواصل مع المتن الشعري. كما تحدث عن دلالة الإهداء وما يكشفه من علاقة الكاتب ومحيطه (المهدى له)، والإهداء في الديوان المحتفى به يرتبط ارتباطا وثيقا بالعنوان ويؤكد المعطى الدلالي للرحيل، بل يحمل في طياته شحنة دلالية لا تقل قيمة عن العنوان وهو عامل مساعد في فك شفرات النص الإبداعي والإمساك بمعانيه. واختتم ورقته بقراءة في الغلاف وصورته ودلالة ألوانه وما تعكسه من انسجام تام مع دلالة العنوان “رحيل بسيط”.
وحول الديوان نفسه، تحدث الأستاذ محسن الطيبي (طنجة) في ورقته التي عنونها بـ«خطاب التطمين في تجربة الشاعر حجيب الجربي من خلال ديوانه “رحيل بسيط”» عن حضور تيمة الرحيل/ الموت الذي تهيمن على أغلبية النصوص بأبعاده الحسية والمعنوية والذاتية والموضوعية، وذلك انطلاقا جرد إحصائي واستقرائي لتيمة الموت في الديوان سواء من خلال التلميح أو الإشارة إليه (شهيد، هاوية، حتف…) أو من خلال ذكر إحدى لوازمه (الكفن، الجنازة…) أو أسبابه (الانتحار…)، أو نتائجه (الغياب، الرحيل، القيامة…) أو من خلال تعدد أنواع الصيغ الدالة على الموت وتعددها في مجموعة من القصائد، مستشهدا بمقاطع من الديوان.
كما ساهم الأستاذ عبد الصمد مرون (أصيلة) بورقة وسمها بـ «تفتيت المعنى في “رحيل بسيط” للشاعر حجيب الجربي» تناول فيها مفهوم الغموض وتفتيت المعنى في الشعر العربي، مشيرا إلى هذا التفتيت من خلال المعجم الذي وظفه الشاعر في بعض قصائد الديوان، واختتم ورقته بالحديث عن عناوين القصائد والأسلوب واللغة المتينة والضمائر المستخدمة، التي تنبئ عن استمرار الحلم الشعري.
وفي كلمة بالمناسبة، شكر الشاعر حجيب الجربي “الراصد الوطني للنشر والقراءة” على تبنيه هذه المجموعة الشعرية والاحتفاء بها، كما شكر الأساتذة الباحثين على قراءاتهم النقدية، ثم تحدث عن بداية اهتمامه بالشعر وعن الروافد التي نهل منها لتطوير تجربته ومساره الإبداعي، ومدى ارتباطه بالشعر واطلاعه على مستجدات الأدب على الرغم من تخصصه الدراسي العلمي، الذي لم يمنعه من النهل من معين الشعر والاسترسال فيه، مشيرا إلى بعض الأسماء التي كانت لها الأثر في تشجيع تجربته، واختتم كلمته بقراءة بعض القصائد الشعرية على نغمات العود من أداء الفنان المغربي عبد الحميد بوعجاج الذي ساهم بوصلات غنائية ومعزوفات موسيقية.
واختتم الحفل الذي استضاف ثلة من المهتمين بالشأن الثقافي/ الإبداعي، بتوقيع ديوان: “رحيل بسيط” على إيقاع الصور التذكارية.