الشاعر عبد النور مزين.. في ضيافة “رونق المغرب” بطنجة

بخطوه الهادئ والمنتظم، يراود رونقنا ألق الكلمة الدافقة من معين الإبداع، يتصيدها، يطاردها وهي تنسل من مشيمتها الكامنة في رحم المبدع، لنحتفي بها في عقيقة موسومة بعناوين الجمال. وإذا شئنا أن نحصر عنوان الجمال، فلن نجد غير الشعر عنوانا، وأمسيتنا اليوم وهي تتجدد بالشعر، فإنها أيضا تتعنون بالشاعر، وشاعرها اليوم، من كوكب مختلف، وتلك نكهة هذه الأمسية، قادم محلق على طبق الطب، من الشعر إلى الطب، ومن الطب إلى الشعر، معادلة لا يدركها إلا الراسخون في الطب والشعر معا، ذلك الخيط المرهف الرابط بين البيولوجيا وإفرازاتها المعنوية. بهذه الكلمة أعلنت الأستاذة فاطمة الزهراء الصمدي (عضوة الراصد الوطني) عن انطلاق فعاليات الاحتفاء بديوان: “وصايا البحر” للشاعر عبد النور مزين، مساء يوم السبت 13 أبريل 2013 بمكتبة الفاصلة (طنجة).
وقد شهد حفل التوقيع مشاركة الأستاذ محمد سدحي (طنجة) بورقة عنونها بـ: «وصايا البحر.. لعبد النور مزين»، أشار فيها إلى أن عبد النور مزين تعلم الشعر من وشوشات البحر ودخل باحة القصيدة من باب اللغة العذبة والشفيفة، وأن شعره يحتفي بالبحر، ويسعى إلى استحلاب ضرورة الذات واستغوار الدواخل، وهو ينقل وصاياه البريئة من كل وزن وقيد وقافية متعسفة. في حين قدم الأستاذ السعيد كرماس قراءة عاشقة في لوحة الديوان والعنوان وركز على قصيدة “وصايا البحر” الذي يُكشف فيها البحر بالصورة عن مسلسل لطالما تكرر ويتكرر بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة، وصايا ناتجة عن تجربة تحذر من خطر كبير مستوحاة من حكايا الكثيرات، مؤكدا على أن قصيدة وصايا البحر هي مشروع سيرة حب في زمن العشق. وقد تحدث الأستاذ محمد الأزرق (شفشاون) في ورقته عن حضور ذات الشاعر بالديوان في أوضاع وأوقات مختلفة بأسطر شعرية بالغة البساطة، خالية من التكلف البلاغي، وأن الديوان هو تجربة شعرية تروم إلى التفريج وملامسة الوجدان بكلمات رقيقة موحية ومعجم طبيعي ويعيد الذات إلى أصولها وايقاع مرتجل يعكس عفوية الحياة.
واختتمت الجلسة التقديمية التي سيرها القاص رشيد شباري بكلمة الشاعر عبد النور مزين، شكر فيها “الراصد الوطني للنشر والقراءة” على هذه الالتفاتة المميزة للاحتفاء بديوانه وقصائده الشعرية، كما شكر كل المشاركين في هذا الاحتفاء من شعراء ونقاد وأصدقاء ومهتمين بالشأن الأدبي. والمحتفى به شاعر وقاص من مواليد مدينة شفشاون، طبيب مقيم بمدينة طنجة، عضو الراصد الوطني للنشر والقراءة، نشر نصوصه الشعرية والقصصية بعدة منابر ورقية وإلكترونية، وله عمود ثابت بالفرنسية في جريدة طنجة كازيت الجهوية، شارك في عدة لقاءات شعرية وقصصية آخرها مهرجان الربيع الشعري بمولاي إدريس زرهون، صدر له مجموعة قصصية بعنوان: “قبلة اللوست” سنة 2010 وديوان “وصايا البحر” في مارس 2013، وله رواية مخطوطة بعنوان “برق وشظايا”.
وقد تناوب على منصة الإلقاء أصوات شعرية متميزة: عبد النور مزين (طنجة)، حسن الوسيني (أصيلة)، مصطفى المسعودي (طنجة)، تماضر العلواني (طنجة)، الزبير العمرتي (طنجة)، عائشة بلحاج (طنجة)، كوثر الوسعيدي (طنجة)، وبصوت الفنان الواعد نعمان الميموني الذي أتحف الحاضرين بوصلات غنائية (ساعة سعيدة، الما يجري قدامي، كل القصايد)، أسدلت القاصة نادية الأزمي الستار عن فعاليات هذا الحفل، الذي عرف حضور ثلة من المبدعين والأساتذة والتلاميذ من المهتمين بالشأن الأدبي والثقافي.

عن الراصد الوطني للنشر والقراءة

شاهد أيضاً

القاصة فاطمة عافي توقع مجموعتها القصصية “لن أسرف في الحلم” ضمن فعاليات الملتقى الوطني للقصاصين الشباب بطنجة

استضاف المركز الثقافي إكليل بطنجة، مؤخرا ثلة من الباحثين والمبدعين والمهتمين بالشأن الثقافي، للاحتفاء بصدور …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *