“رونق المغرب” يفتتح موسمه الثقافي بفعاليات “المعرض الوطني الخامس للإبداع والكتاب” بطنجة

اختتمت مساء يوم الأربعاء 28 نونبر 2018، فعاليات “المعرض الوطني الخامس للإبداع والكتاب” الذي نظمه “الراصد الوطني للنشر والقراءة” من 24 إلى 28 نونبر 2018، بالمركز الثقافي ابن خلدون (طنجة)، بأمسية شعرية تميزت بمشاركة الشاعرات والشعراء: العربي غجو، نسيمة الراوي، فتيحة البو، والطفلتين: ابتهال المعرف، سلمى الكبير، تخللها تتويج الفائزين بـ “جائزة القاص الراحل رشيد شباري” في القصة، التي فازت بها ثلة من الأقلام الناشئة: دعاء أببري، حفصة توفيق، سعاد أيت مالك، آية اجزناي الكحال، أميمة البورش، ابتهال المعرف.

حفل الافتتاح

افتتح المعرض بعرض شريط حول أنشطة “الراصد الوطني للنشر والقراءة” (2013-2018)، وتخلل حفل الافتتاح تتويج الفائزين بجائزة “رونق المغرب” للقصة، حيث فاز بالجائزة الأولى القاص مصطفى ملح عن مجموعته القصصية “اللعب مع الزمن” وعن المجموعة القصصية “يبكي لغروبها الصباح” فاز القاص زهير اسليماني بالجائزة الثانية، في حين فاز القاص عماد شوقي بالجائزة الثالثة عن مجموعته القصصية “أنشوطة المطر”، بحضور عضوي لجنة القراءة: محمد صولة وسعيد موزون.

ندوة: “الترجمة ورهان المثاقفة”

بعد استراحة شاي، انطلقت فعاليات بندوة: “الترجمة ورهان المثاقفة”، شارك فيها الأستاذ خالد الريسوني بورقة حاول من خلالها أن يقدم وصفا للعصر الراهن الذي نعيشه من خلال تعقيداته على مختلف المستويات في ظل هيمنة العولمة، مشيرا إلى ما فرضته العولمة من هيمنة للغات على أخرى فيما يعرف بحرب اللغات، ما يجعل من الترجمة مقاومة لحرب الهيمنة اللغوية الاستعمارية، ولذلك يصير للترجمة والمترجمين دور أساسي في تغذية مشاريع كبرى للحفاظ على وجود الذات. واستهل الأستاذ محمد جليد ورقته بإبراز مدى التطابق الدلالي المفترض بين الترجمة والمثاقفة، بالنظر إلى تحققاتهما وأهدافهما، وسعى إلى توضيح أن المثاقفة الترجمية تحقق مستوين: أولهما نصي، حيث تغتني اللغة الهدف بتعابير وصور وجماليات جديدة تقتبسها من اللغات الأخرى؛ وثانيهما، ثقافي/حضاري، حيث تساهم الترجمة في توسيع دائرة الاختلاف والتعدد والتعايش. وتناول الأستاذ سعيد موزون في ورقته الحديث عن الترجمة في معناها الشامل، وتناسج الثقافات والمثاقفة بين الذات والآخر من خلال التفاعل بين ثقافات مختلفة في التأثير والتأثر. ثم تحدث عن الذّات المترجِمة ورهان التثاقف وعمل المترجِم وتثاقف النص الأصلي، كما تناول في مداخلته أهمية الترجمة الأدبية والصعوبات التي تعرفها الترجمة الشعرية والقصصية والروائية والمسرحية والنقدية. أما الأستاذ المبارك الغروسي فقد تطرق في ورقته إلى الحديث عن انتقال الرحالة والسفراء المغاربة إلى البلاد الأوربية خلال فترات ما قبل الاستعمار، ما أسفر عن نقل تجربة الرحلة والسفر في روايات ونصوص رحلية وهي وقائع لم يعرفها المجتمع المغربي من قبل نظرا لانغلاقه في فترة من الفترات..

 

تقديم كتاب: “غواية النص بين المفهوم والمحسوم” للباحثة أمل عباسي

افتتح اليوم الثاني، بفعاليات تقديم وتوقيع كتاب “غواية النص بين المفهوم والمحسوم” للباحثة أمل عباسي، الذي حظي بقراءة نقدية للباحث محمد أحمد أنقار ركز فيها على مسألتين: الأولى لها صلة بالإشكال النقدي، والثانية ترتبط بكيفية عرض ذلك الإشكال، مشيرا إلى الصعوبات التي واجهتها في عرضها للإشكال النقدي؛ البحث في ماهية النص وفي حدوده وفي سماته. مؤكدا على أن الباحثة تدافع في كتابها عن قضية حدودِ النص ومفهومِه بالبحث في مميزاته وفي سماته، وهي قضية نقدية يشوبها كثير من الالتباس، بدليل عنوان الكتابِ نفسِه؛ حيث وسمت الباحثة النص بالغواية، وهو تعبير بالرغم من صياغته المجازية، إلا أن به جانبا من الصحة والدقة. كما ساهم الباحث عبد الرحيم الإدريسي بورقة نقدية سعى فيها إلى استخلاص الفائدة المعرفية للبحث في هذا النظر، وتتحدد في المقصد العام الذي وضعته الباحثة لمشروع الكتاب وهو النفاذ إلى مسوغات إشكالية المفهوم وتبين أبنية النظر إليه ما أمكن في شرط قابلية التحقق وقابلية إعادة الإنتاج والشرط التداولي، مضيفا أن الكتاب لا ينظر إلى المفهوم نظرا مجردا وليس استخراجا لمعنى موضوعي يستقل به المفهوم، وإنما هو دخول في حيزه الإشكالي ومساءلةِ وضعه بصورة تتجدد بها حدود مفهوم النص وحدود النظرية وإشكالاتُها في وعي قارئ الكتاب…

ندوة تأبينية للمبدع الراحل رشيد شباري

وفاء وتقدير لأحد مؤسسي “رونق المغرب” الذي غادر المشهد الثقافي/الأدبي بعد معاناة مريرة مع مرض عضال، اجتمع ثلة من أصدقائه ورفاقه لاستحضار ذكراه، عبر الندوة التأبينية التي افتتحت بشريط يوثق مسيرته الدراسية والمهنية وتجربته الجمعوية والثقافية والأدبية، تلته مجموعة من الشهادات، بمشاركة الأساتذة: فاطمة الزهراء المرابط، المصطفى كليتي، محمد الشايب، عبد النور مزين، عبد الله ستيتو، تناولوا فيها علاقتهم الخاصة بالمبدع الراحل، علاقات إبداعية وسياسية، مشيدين بروحه الطيبة وعلاقاته المتشعبة مع الجميع، مع ذكر خصاله ومساهمته القيمة في المشهد الثقافي/الأدبي والتربوي. واختتمت الندوة بتسليم أعضاء الراصد الوطني للنشر والقراءة تذكارات رمزية لأسرته الصغيرة، بحضور ثلة من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي والتربوي والسياسي.

 

تفدبم  دبوان: “عندما تغيب في القمر السماء” للشاعر محمد الجيدي

وفي اليوم نفسه، احتفى “رونق المغرب” بديوان: “عندما تغيب في القمر السماء” للشاعر محمد الجيدي، ساهم في مقاربته الباحث أحمد زنيبر (ناب عنه الأستاذ العربي المصباحي) بورقة استهلها بالوقوف عند عتبات الديوان: العنوان، الإهداء، قبل أن يتطرق للحديث عن نصوص الديوان التي تتغنى بالذات وبالآخر، مشيرا إلى الموضوعات الكثيرة والمتنوعة التي يتضمنها الديوان (الماء، الظل، الحلم، الطفولة، الوطن، الهجرة، الذاكرة، وهي موضوعات تحكي سيرة الوجود وقلق الذات في لغة انسيابية وصور تخييلية. وتطرق الباحث عز الدين المعتصم في ورقته البحثية إلى تجليات فلسفة الرؤيا أو الرؤية الجمالية في الديوان، الذي تتضمن جملة من التيمات الرامية إلى الاتصال بجوهر الوجود وباطنه الموحي بالقداسة والسمو (القمر والسماء)، واختتم ورقته بما يحتويه الديوان من حكمة بالغة، وفهم واسع وعقل راجح وخيال خصب، ما جعله حافلا بالإشراقات الإلهية التي تفصح عنها اللغة الرمزية والإشارية. وتناول الباحث محمد أفيلال في ورقته الحديث عن البلاغة الرمزية للمائيات في العمل الشعري المحتفى به، من أجل توسيع مجال البلاغة في النص الشعري الحديث، لتشمل البعد التداولي إلى جانب البعد الجمالي. مركزا في ورقته على ثلاثة محاور: 1- الرمز الماهية والقصد، 2- الرمز المكونات والسمات، 3- الرمز بين الدلالات والوضعية، مختتما ورقته بالإشارة إلى الرموز المائية التي تكفلت بتجسيد المعاناة والأمل والقوة والطهارة، والعلو والرفعة والحياة والفرح والحزن…

 

تقديم كتابي: “ثلاثي الظل” للقاض عادل التكفاوي و”عودة مكيافيلي” للقاص الصديق اروهان

اختتم اليوم الثالث من فعاليات المعرض بتقديم وتوقيع المجموعتين القصصيتين: “ثلاثي الظل” للقاص عادل التكفاوي و”عودة مكيافيلي” للقاص الصديق اروهان، حيث ساهمت الباحثة  نزهة الغماري بورقة حول المجموعة الأولى، تناولت فيها خصوصية الكتابة القصصية في “ثلاثي الظل” التي اشتغل فيها القاص على إيقاعات متنوعة تعتمد على الإيجاز والتكثيف والوصف، والبناء السردي المتماسك، ثم تطرقت إلى العنوان ودلالاته وأبعاده الرمزية، وعلاقته بباقي نصوص المجموعة. وساهم الباحث أحمد بوغربي بورقة حول قصص “عودة مكيافيلي”، استهلها بالحديث عن الوظيفة التقنية الفنية (تداخل الأزمنة، التغلغل في التفاصيل، التعدد في الرؤى السردية…) مما يتناسب وتعقيدات المجتمع وتعدد خطاباته ومنطلقاته الفكرية، أو على مستوى الدلالة حيث تعددت المواضيع والمواقف والرؤى، ثم تطرق إلى الحديث عن اللغة والآليات والتقنيات السردية الموظفة في القصص، ما ساهم في تقوية شعرية اللغة مثل الوصف والحوار.

ندوة: “أدب الطفل ورهان القراءة”

اختتم اليوم الرابع بندوة: “أدب الطفل ورهان القراءة” التي عرفت مشاركة الباحثة أحلام نويوار بورقة استهلتها بالحديث عن أدب الناشئة باعتباره نقطة التقاء الفعل الجمالي بالفعل التربوي، من أجل الإسهام في بناء شخصية الطفل بناء متوازنا، يرسخ القيم الإنسانية الأساسية. كما تطرقت إلى تاريخ ظهور أدب الناشئة بالمغرب مقارنة مع تطوره وظهوره في البلدان الأخرى، مختتمة ورقتها بالحديث عن الأبحاث والدراسات التي أنجزت حول أدب الناشئة. وفي الندوة نفسها، ساهم الكاتب العربي بنجلون بورقة تحدث فيها عن الصعوبة التي تعترض الكاتب أثناء العملية الإبداعية سواء الموجهة للكبار أو الصغار، بمختلف أجناسها: القصة والرواية والشعر… مشيرا أنه من الضروري تحديد المرحلة العمرية المستهدفة، لأن كل مرحلة تتميز بخصائص لغوية وأسلوبية وفكرية ونفسية يراعيها الكاتب أثناء العملية الإبداعية. داعيا الأسر والمشرفين إلى تنشئة الأطفال بتعويدهم على القراءة منذ المرحلة الأولى، باعتبارها الحل الوحيد للقضاء على ظاهرة العزوف عن اقتناء الكتاب!

وقد عرفت الدورة الخامسة من “المعرض الوطني للإبداع والكتاب” عرض مجموعة من الإصدارات المتنوعة، كما تخللت فقرات المعرض زيارة لمعالم طنجة الأثرية تحت إشراف الأستاذ يونس الشيخ علي لفائدة ضيوف المعرض، وهي زيارة ساهمت في التعريف بمجموعة من المعالم الأثرية التي تزخر بها طنجة. وكذا توقيع مجموعة من الإصدارات الأدبية: “لعنة طنجة” للقاص رضوان بن يشرق، “تجرعت كأسي” للقاصة فاطمة الشيري، “الرقص على حبال المكر، أغنية خريف الحلم، “A reculons”، “Ecrits de jeunesse”، “مذكرات معتوه للكاتب حسن بوفوس، “أبواب لا تعترف بالسكون” للشاعر خالد بودريف، و”أوتار القلب” للروائية نرجس العطار، كما تخللت الأنشطة تأطير ورشات تكوينية في تقنيات الكتابة القصصية لفائدة ثانويتي القصبة وخليج طنجة الإعداديتين، وكذا تنظيم اللقاء المفتوح مع الكاتب المغربي العربي بنجلون لفائدة تلامذة مؤسسة التفتح الفني والأدبي، وذلك في إطار الرهان الرامي للانفتاح على الناشئة وتحفيزهم على فعل القراءة والإبداع.

عن الراصد الوطني للنشر والقراءة

شاهد أيضاً

القاصة فاطمة عافي توقع مجموعتها القصصية “لن أسرف في الحلم” ضمن فعاليات الملتقى الوطني للقصاصين الشباب بطنجة

استضاف المركز الثقافي إكليل بطنجة، مؤخرا ثلة من الباحثين والمبدعين والمهتمين بالشأن الثقافي، للاحتفاء بصدور …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *